عند نهاية كل فيلم غالبا ما نتفاجأ بلائحة طويلة تعرض أسماء فريق العمل الذي سهر على إخراج الفيلم إلى حيز الوجود. ولكن, هل فعلا نعرف من يكون هؤلاء؟ و هل نعرف دور كل واحد منهم؟ في هذه التدوينة سنرفع الغطاء عن من يُصطلح عليهم بجنود الخفاء اللذين يعملون خلف الكواليس.
+ المؤلف:
هو صاحب الفكرة و واضع قصة الفيلم, حيث غالبا ما يقوم المؤلف بكتابة القصص و الروايات التي ستتحول فيما بعد من سطور على الورق إلى صور على الشاشة. مهنة التأليف تعتمد بالأساس على الموهبة التي تُدعَم بالدراسة و التعلم و التثقيف, فليس أي واحد يستطيع أن يكتب أو يؤلف.
+ المخرج :
هو المسؤول الأول عن مشروع إنتاج الفيلم, و هو الذي يحدد معالمه من خلال منظوره الفني و رؤيته الواسعة و كذا من تجربته الخاصة, و يقع على عاتقه مهمة تجميع فريق العمل الذي سيشتغل معه و كذا الممثلين. يجب على المخرج أن يتمتع بفن القيادة و العلاقات العامة و فن التصوير و التخيل و أن يكون مُلِمًّا بالثقافة العامة إلى جانب خبرته العملية التي يجب عليه الإستفادة منها.
+ كاتب السيناريو :
يعتبر بمثابة العمود الفقري في عملية إنجاز الفيلم , حيث يحول القصة الروائية من مجرد كتابة على الورق إلى عمل فني معروض على شاشات السينما أو التلفزيون. و يكمن دور كاتب السيناريو في تقسيم القصة الروائية إلى مشاهد و يقوم بتحديد مواقع التصوير و زمنه, و في غالب الأحيان هو من يتكلف بكتابة الحوار الذي يدور بين الشخصيات.
+ المنتج و مدير الإنتاج :
المنتج هو المكلف بتمويل المشاريع الفنية, و يمكن أن يكون إما فردا مستقلا أو شركة متخصصة في هذا المجال. أما مدير الإنتاج فيقوم بوضع ميزانية الفيلم و التي تشمل أجور العمال و الفنانين كما يحدد تكلفة إنشاء الديكورات أو تكلفة السفر إلى أماكن أخرى قصد تصوير مشاهد معينة إن تطلب الأمر ذلك.
+ مدير التصوير :
يقوم بتوجيه المصورين خلال عملية التقاط المشاهد, كما يشرف على عملية اختيار الإضاءة الملائمة لكل مشهد و يختار كذلك معدات و أجهزة التصوير اللازمة, و يتشاور مع المخرج لتحديد طبيعة المشهد المراد تصويره.
+ المصور :
يجب على المصور أن يتمتع بحس فني و أن يكون مُلِمًّا و مُتقِنا لجميع وضعيات التصوير و أن يتقن استعمال الكاميرات بشتى أنواعها, و أن يعرف كيفية استخدام معداتها.
+ مهندس الديكور :
له دور كبير في تقريب الصورة للمشاهد, حيث يعمل على تغيير المناظر حسب ما هو مكتوب في السيناريو, فقد نجد في فيلم واحد الانتقال من مشهد بيت للفقراء بجدرانه البالية و أثاثه المتسخ و البسيط إلى مشهد بيت فاحش الثراء, و من شخصية كئيبة و مضطربة بملابس متواضعة و رَثَّة إلى شخصية تملؤها البهجة و السرور. و لا يقتصر عمل مهندس الديكور على تغيير المناظر و التلاعب بالألوان و تغيير الخلفيات فقط, بل يتعدى ذلك إلى تصميم ملابس الشخصيات حسب طبيعتها و نوعية المشاهد المراد تصويرها.
+ الماكياج :
الماكياج في الأعمال السينمائية هو واحد من أهم العناصر, و غيابه قد يعرض العمل الفني للفشل. في بعض الأحيان يستطيع الماكيير أن يغير ملامح الشخصيات بطريقة رهيبة لا تكاد تعرف من يلعب ذلك الدور, و هذا نجده كثيرا في أفلام الخيال العلمي كفيلم X-men, و Avatar. و من جهة أخرى يمكن للماكيير أن يضفي جمالا باهرا على الشخصيات كاللذين نراهم في الأفلام الرومانسية.
مهنة الماكيير ليست بمهنة يُستهان بها, فهي تعتمد على دراسة معمقة لشخصيات الفيلم قصد تحديد نوع الماكياج المناسب لكل شخصية.
+ الريجسيير :
يعتبر هو صلة وصل بين المخرج و الممثلين الثانويين أو ما يصطلح عليهم بـ Comparse, فهو المسؤول على اختيارهم و التعامل معهم. و يتجلى دور الممثلين الثانويين في خلق مناخ طبيعي للقصة كإضافة الجمهور في مشهد ما أو أُناس يتجولون في مكان عام, و في بعض الأحيان يقومون بتأدية أدوار تكون من الخطير على الممثل العادي تأديتها كالقفز من علو مرتفع أو التعرض لحادثة سير أو انفجار إلى غير ذلك من المشاهد الخطيرة.
+ المونتاج :
هي عملية إعادة ترتيب اللقطات التي تم تصويرها من قبل و إزالة المشاهد غير الضرورية و إضافة المؤثرات الخاصة الصوتية و البصرية. كما يجب على المونتير (الذي يقوم بالمونتاج) أن يكون خبيرا في عمله و أن يملك حس فني و ثقافة عامة واسعة و أن تكون له القدرة على إعادة إنتاج المشاهد عن طريق القص و اللصق و إعادة ترتيبها و مزامنتها مع أحداث الفيلم.
هؤلاء هم العناصر الأساسية لعملية إنتاج الفيلم السينمائي أو التلفزيوني, و جودة الفيلم رهينة بفريق العمل الساهر عليه, فعند مشاهدتنا لفيلم جيد تُوِّجَ لجائزة الأوسكار فاعلم أن فريق العمل قد تم اختياره بعناية و كان في المستوى المطلوب.
الكاتب : هشام صلاح