عرفت السينما عدة تحديات في السنوات الأخيرة, حيث أصبحت شبه مهجورة بسبب ظهور بعض التقنيات الجديدة كأجهزة التلفاز المتطورة و أجهزة DVD و كذا الحواسيب التي توفر سهولة في تحميل الأفلام و مشاهدتها. و لكن ما أعاد الحياة لقاعات السينما هي تقنية ليست بحديثة و إنما طالها نوع من التطور فأصبحت أحدث تقنيات العرض السينمائي. إنه نظام IMAX . فما هو هذا النظام؟
أيماكس IMAX (اختصار لكلمة Image MAXimum) هو جهاز عرض حديث, متطور و عالي التكنولوجيا, من الشركة الكندية IMAX Corporation لصناعة الأفلام, و طوره كل من Graeme Ferguson, Roman Kroitor, Robert Kerr و William C. Shaw.
مبدأ جهاز العرض IMAX لا يختلف كثيرا عن جهاز العرض التقليدي الذي تطرقنا له في موضوع سابق (راجع مقال " تعرف على طريقة عمل جهاز العرض السينمائي " من هنا), إلا أن هناك فوارق من حيث المعدات و التجهيزات و كذا الجودة.
+ صالة العرض :
هناك نوعين من صالات العرض IMAX, فنجد صالة عرض تدعى OMNIMAX و أخرى تسمى IMAX 3D, و كل واحدة تنفرد بمميزاتها:
صالة عرض OMNIMAX و تسمى كذلك IMAXE DOME, و استمدت هذه التسمية من شكلها المقوس على شكل قبة, و تحتوي على شاشة كبيرة جدا نصف كروية, و تكون مائلة للأمام بزاوية °25 و متوازية مع المدرجات. و يعتمد جهاز العرض في مثل هذه الصالات على تقنية FESHEYE (عين السمكة) و هي طريقة عرض تملأ الشاشة بالكامل بزاوية قريبة لـ°180.هذه التقنية تتيح للمشاهد فرجة قريبة للواقع حيث تحيط به الصورة من كل الجوانب.
صالة IMAX 3D تضم شاشة ضخمة يصل طولها إلى 22 متر و عرضها 16 متر (أي ضعف الشاشة التقليدية بعشر مرات تقريبا), و تكون مقوسة من الجانبين بعض الشيء, كما يمكن أن نجد أكبر من ذلك كالشاشة المتواجدة بمدينة سيدني حيث تبلغ 35.73 متر على 29.42 متر. و تعتمد الفرجة على استعمال نظارات 3D فيشعر المتفرج و كأنه جزء من الفيلم بل يُتَهَيَّأ له أنه يستطيع لمس الأشياء التي يشاهدها. هذه المتعة التي لا توصف صادرة من جهاز عرض خاص يحتوي على عدستين لإسقاط صورتين متداخلتين فيما بينهما, عدسة ترسل مشاهد خاصة بالرؤية اليمنى و العدسة الثانية ترسل مشاهد خاصة بالرؤية اليسرى.
+ شريط التصوير السينمائي:
ضخامة الصورة المعروضة على شاشة صالات IMAX راجع لاعتماد شريط التصوير 70mm الذي يتميز بالجودة و الدقة, وقد عمد التقنيون على طبع الصور بطريقة أفقية للحصول على أكبر مقياس ممكن.
قليلة هي الأفلام المصورة بهذا الشريط نظرا لتكلفته الباهظة, حيث فيلم مدته 90 دقيقة يحتاج لحوالي 22 كلم من الشريط, لذلك تم الاعتماد على تقنية جديدة تدعى Blow-ups, و هي تحويل الأفلام المصورة بشريط 35mm إلى شريط 70mm و تعتبر هذه الطريقة منخفضة التكلفة نوعا ما.
+ الصوت:
متعة المشاهدة في قاعات IMAX لن تكتمل إلا بالتوفر على صوت ذو جودة عالية, لذلك تم الاعتماد على مكبرات صوت ضخمة متوزعة داخل الصالة بطريقة احترافية و مدروسة لتعطي الإحساس بالواقعية. و يكون الصوت منفصلا عن الفيلم و محمول على شريط 35mm و يتم تحريره من طرف قارئ الأصوات المغناطيسي المتواجد على جهاز آخر منفصل عن جهاز العرض ليصل إلى مكبرات الصوت, و عند العرض تتم مزامنة الجهازين.
توضع مكبرات الصوت مباشرة خلف الشاشة و حول محيط القاعة لإنشاء ما يسمى بـ الصوت المحيطي (Surround sound), الذي يُمَكِّنُ المشاهد من سماع أضعف صوت في الفيلم ممزوج بأقوى صوت. و للحصول على صوت أكثر نقاء يقوم التقنيون بالمعالجة الصوتية للقاعة للتأكد من خلوها من الضجيج .( تعرف على التقنيات الصوت السينمائي من هنا )
نظام IMAX أضحى المنافس الحقيقي لقاعات السينما التقليدية نظرا لتوفره على تقنيات جد متطورة و هائلة, و أصبح لهذا النظام معجبون و عشاق كثر , حتى الذي لم يكن يحب الذهاب للسينما أصبح من روادها مع هذا النظام الجديد. لذلك أدعوكم بتجربة هذه التكنولوجيا الرائعة و التي قفزت بعالم الفن السابع نحو التألق.
الكاتب : هشام صلاح