المفاهيم الأساسية
يمكن أن نجد الجنيريك عند بداية الأفلام, المسلسلات و البرامج التلفزيونية و حتى في ألعاب الفيديو, و لكن أغلب المشاهدين لا يعيرونه اهتماما ظَنًّا منهم أنه لا يفيدهم في شيء, و دائما ما يتم تجاوزه قصد الولوج إلى المحتوى مباشرة .و لكن هل تعلم ما دور الجنيريك و ما فائدة ما يحويه من معلومات ؟ هل فكرت يوما في قراءة و تَدَبُّر ما يعرضه لك الجنيريك ؟. في موضوع اليوم سأحاول رد الاعتبار لهذا العنصر الذي طالما تعرض للإقصاء من طرف المتلقي.
يُعتبر الجنيريك (Credits) بمثابة بطاقة هوية لكل عمل فني, حيث يضم لائحة بها أسماء الشخصيات و الممثلين و الفنيين و التقنيين العاملين على إصدار المنتوج الفني من أفلام و مسلسلات و برامج تليفزيونية. و يُصطلح على الجنيريك باللغة العربية بإسم الشَّارة أو تترات و ينقسم إلى قسمين بداية (Opening credits) و نهاية (Closing credits).
جنريك البداية أو Opening credits يتضمن بالخصوص إسم و شعار الشركة المنتجة و يليه إسم العمل الفني بخط واضح و متميز, ثم الأسماء الحقيقية للممثلين بدايةً من دور البطولة و الأدوار الرئيسية وصولاً إلى الأدوار الثانوية, و في بعض الأفلام أو المسلسلات نجد إسم الممثل مرفوقا بإسم الشخصية التي يلعب دورها. بعدها تأتي أسماء أبرز التقنيين كالمؤلف, السيناريست, مهندس الصوت ,مهندس الديكور, مدير الإنتاج, مساعد المخرج و المخرج. و للإشارة فقد عرف الجنيريك أول استعمال له سنة 1932 في فيلم A Farewell to Arms لمخرجه Frank Borzage, و كان آنذاك يتميز بقصر مدته حيث لم يتجاوز الـ 40 ثانية. و بحلول سنة 1968 زاد الإهتمام بالجنيريك و طالت مدته لأول مرة إلى 3 دقائق و نصف و ذلك كان في فيلم Oliver للمخرج Carol Reed.
في الستينات و السبعينات كانت معظم الأفلام تنتهي بكلمة النهاية فقط (The End) و لكن مع مرور الوقت أصبحنا نرى جنريك النهاية أوClosing credits عبارة عن لائحة تدعى "Cast" تشمل أسماء فريق العمل بأسره مع أدق التفاصيل و مع مراعاة عدم نسيان أي شخص و لو ساهم بقدر بسيط في إنتاج العمل الفني, لذلك نجد جنريك النهاية في بعض الأفلام طويلا و مملا قد يتجاوز عشر دقائق و يعرض بطريقة تدعى Title sequence. و قد كان الفيلمان The Wizard of Oz (1939) و Mary Poppins (1964) من أوائل الأفلام التي عرفت جنيريك النهاية بصفة شاملة و كاملة لجميع طاقم العمل.
الكثير من عشاق الأفلام لا يهتمون بالجنيريك الذي يُعَد بمثابة شهادة خبرة للعاملين على إصدار المنتوج الفني, لذلك نجد في بعض الأفلام أفكارا مبتَكَرة تجعل المتفرج ينجذب لمشاهدة الجنيريك بطريقة ذكية, و من بين هذه الأفكار نجد تقنية Cold open و تدعى كذلك بـ Teaser و تَعمَد هذه الفكرة على عرض محتوى الفيلم مباشرة و بعدها بقليل يأتي الجنيريك.
وهناك طريقة ثانية و هي خاصة بجنيريك النهاية حيث يتم عرض اللقطات المضحكة أثناء تصوير الفيلم و عرض كل ما دار خلف الكواليس و في هذه الأثناء يُعرَض الـ Closing credits. و أفلام أخرى تَعمَد على إرفاق الجنيريك بأغنيةٍ لأحد المغنيين المشهورين لتلازم قراءة ما يوجد في الجنريك مع سماعك للموسيقى.
إن للجنيريك دور مهم, حيث يعطيك انطباعا أوليا على العمل الفني إنطلاقا من معرفة أبطال الفيلم و مخرجه و شركة الإنتاج المكلفة بميزانيته, و للفت الإنتباه إليه على التقنيين أن يركزوا على جانب الإبداع و اهتمامهم بالجرافيك من أجل إظهار الأسماء بصورة ينجذب لها المتلقي.
الكاتب : هشام صلاح
إعجاب