يعتمد أغلب المخرجين في صناعة أفلامهم و خصوصا أفلام الحركة و الخيال العلمي على خُدعٍ سنيمائيةٍ تمكنهم من إنجاز مشاهد صعبة و مستحيلة. و من بين هذه الخدع نجد تقنية CHROMA KEY. فماذا تعرف عن هذه التقنية ؟.
ظهرت تقنية CHROMA KEY كبديلة لتقنية TRAVELLING MATTE التي طورها رائد المؤثرات البصرية أنذاك Linwood Dunn و تم اعتمادها سنة 1933 في فيلم Flying Down to Rio, و تعتبر هذه التقنية بدائيةً و معقدةً و مستهلكةً للوقت في صناعة الأفلام. سنة 1940 تم عرض فيلم The Thief of Bagdad الذي فاز بجائزة الأوسكار للمؤثرات, حيث تَضَمَّنَ تقنية CHROMA KEY و كان ذلك هو أول ظهور لهذه الأخيرة, و يرجع الفضل لـ Larry Butler الذي عمل على تطوير هذه التقنية, و التي كانت في بادئ الأمر عبارة عن خلفية زرقاء (Blue Screen).
سنة 1950 عمل كل من شركة الإنتاج Warner Brothers والخبير في مجال المؤثرات Arthur Widmer (و قد كان موظفا سابقا في شركة KODAK) على إدخال الأشعة فوق البنفسجية على تقنية TRAVELLING MATTE و كذلك على تحسين تقنية Blue Screen, و تم المزج بينهما أول مرة في عمل سينيمائي و هو فيلم The Old Man and the Sea سنة 1952 من بطولة Spencer Tracy.
سنة 1964 فاز مهندس المؤثرات الخاصة Petro Vlahos بجائزة الأوسكار لإضافته عدة تحسينات على CHROMA KEY, حيث وجد أن مكونات اللون الأزرق شبيهة إلى حد ما مكونات اللون الأخضر و من هنا كانت بداية الخلفية الخضراء (Green Screen).
اليوم معظم المخرجين يلجؤون إلى اعتماد تقنية CHROMA KEY قصد توفير المال و الوقت عوض الذهاب إلى أماكن أخرى من أجل تصوير بعض المشاهد التي قد لا تتجاوز بضع دقائق من الوقت الإجمالي للفيلم, كذلك من ناحية التعديل على اللقطات فهذه العملية تُسهِّل على التقنيين إضافة المؤثرات اللازمة بطريقة سلسة, فيكفي إزالة الخلفية التي تكون إما زرقاء أو خضراء بواسطة برامج الكمبيوتر المتخصصة في هذا المجال و تعويضها بأي شيء يوافق المشهد المراد تصويره.
غالبا ما يستعمل اللونين الأزرق و الأخضر في تقنية CHROMA KEY و يُفضِّل التقنيون اللون الأخضر على الأزرق لعدة أسباب من بينها أن اللون الأزرق يتطلب الكثير من الإضاءة عكس اللون الأخضر الذي يحتاج إلى إضاءة أقل بالإضافة إلى كونه أنه مخالف تماما للون بشرة الإنسان, كما أن أجهزة استشعار الكاميرات الرقمية تتجاوب بشكل كبير مع اللون الأخضر.
إن عملية CHROMA KEY (وتدعى أيضا Color Keying) جعلت من صناعة الأفلام عالما ممتعا و مشوقا, حيث وجد المخرجون ضالتهم في هذه التقنية الفريدة و هي إطلاق العنان لمخيلتهم و الذهاب بها إلى أبعد حدود, فبفضل هذه التقنية استمتعنا بمشاهدة أروع الأفلام و غصنا في عوالم لم نكن نتصورها و رأينا أشياء كثيرة كانت محصورة في أذهاننا فقط.
الكاتب : هشام صلاح